السبت، 4 فبراير 2012

سلسلة المجاهدون ( أحمد باشا كوبريلي


سلسلة المجاهدون


أحمد باشا كوبريلي


النسب و المولد



أحمد كوبريلي ابن الصدر الأعظم محمد كوبريلي خلف والده في منصبه بعد وفاته ، وكان أصغر من تولى منصب الصدر الأعظم في الدولة العثمانية ، وقد استطاع بحسن إدارته أن يسوس البلاد ، وأعلى راية الجهاد وفتح البلاد حتى لقي ربه بعد أن أعاد للدولة العثمانية مجدها وهيبتها .

وكان مولده عام 1045هـ/ 1635م في العاصمة إستانبول .





النشأة و التربية


نشأ أحمد كوبريلي تحت رعاية والده محمد باشا كوبريلي فأحسن تربيته وتعليمه ، فقد أنشأه على الإسلام ، وعلمه أمور السياسة والقيادة ، فخلف والده في منصب الصدر الأعظم ولم يخيب نظرة والده له، فقد أحسن سياسة الدولة ورعاية أحوال العباد ، واستطاع في وقت قصير أن يعيد أمجاد الدولة العثمانية التي دبَّ في أوصالها الضعف ، ورفع راية الجهاد ، واستطاع أن يفتح أعظم قلاع النمسا ، وكان ذلك من أثر تربية والده له .



جهاده وأهم المعارك ودوره فيها


بعد الضعف الذي استشرى في الدولة العثمانية ، بدأت الثورات والفتن تدب في البلاد ، وكانت الدولة الغربية الصليبية ترصد الدولة العثمانية لتنتهز الفرصة لتنقض عليها ، وجرّأها على ذلك ضعف الخلفاء العثمانيين وضعف قادتهم ، إلى أن تولى محمد الرابع الذي أطلق عليه آخر الخلفاء الفاتحين ، وكان آنذاك صغيرًا ، فتولت جدته إدارة البلاد إلى أن ماتت ، ثم تولت أمه حتى بلغ الخامسة عشرة من عمره فتولى إدارة البلاد ، وكانت أمه قد اختارت محمد كوبريلي الماهر بشئون السياسة ليتولى منصب الصدر الأعظم ، إلى أن مات وقد أعاد للدولة العثمانية مجدها وهيبتها ، ثم خلفه ابنه أحمد باشا كوبريلي الذي رفع راية الجهاد وفتح البلاد ، فبلغت الدولة العثمانية في عهده أوج قوتها ، واستطاع أن يفتح أعظم قلاع النمسا وهي قلعة نوهزل .

بعد أن تولى الصد الأعظم أحمد كوبريلي شئون البلاد رفع راية الجهاد ، ورفض الصلح مع النمسا والبندقية ، وجهز جيشًا كبيرًا من المسلمين ليعيد إلى الأذهان أمجاد الدولة العثمانية المجاهدة ، وتوجه على رأس الجيش لقتال النمسا ، وقد تمكن عام 1074هـ من فتح أعظم قلاع النمسا قلعة نوهزل شرقي فيينا ، وألقى الله الرعب في قلب الأوربيين بعد فتح هذه القلعة ، فقد كان في اعتبارهم أن الدولة العثمانية دولة ضعيفة لا تستطيع دفع الهجوم عنها من أي دولة أوربية ، فضلاً عن أن تهاجم وتفتح قلاعًا ، ولكن إذا اعتصم المسلمون بحبل الله ووثقوا في نصره وأعدوا العُدَّة فُتحت أمامهم الأبواب المغلقة ، وتنزل النصر على المسلمين في هذه الواقعة .



بعد الهزيمة التي أصابت النمسا اضطر ملك النمسا أن يرجو البابا لتدعمه فرنسا في حربها مع الدولة العثمانية، فدعمته فرنسا بستة آلاف جندي ، ووقعت معركة (سان غوتار) من أعنف المعارك التي وقعت بين المسلمين وبين النصارى ، ولم يتمكن كلا الفريقين من إحراز نصر على الآخر ، وبعد أن رأت فرنسا قوة المسلمين حاولت فرنسا التقرب من الدولة العثمانية ، وتجديد الامتيازات ، غير أن الصدر الأعظم رفض ذلك، ثم حاولت فرنسا التهديد حيث أرسل " لويس الرابع عشر" ملك فرنسا السفير الفرنسي مع أسطول حربي ، وهذا ما زاد الصدر الأعظم إلا ثباتًا ، وقال : ( إن الامتيازات كانت منحة ، وليست معاهدة واجبة التنفيذ ) .

لقد تراجعت فرنسا أمام تلك الإرادة الحديدية ، واستعملت سياسة اللين والخضوع للدولة العثمانية .



وفاته



لقي أحمد كوبريلي ربه بعد حياة حافلة بالجهاد ، وكان سياسيًّا بارعًا وقائدًا فذًّا ، استطاع أن يعيد للدولة العثمانية مجدها وهيبتها بين الدول بعد أن كادت تطيح بها ، ولكن بموت أحمد كوبريلي عام 1087هـ دب الضعف في الدولة العثمانية لتسير إلى القاع بعد أن كانت في مقدمة العالم [1] .


المصادر :



[1] كتاب التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر بتصرف ، كتاب الدولة العثمانية للدكتور علي الصلابي بتصرف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق